القصة بدأت عندما تلقينا اتصالا هاتفيا من أم ماجد تقول فيه أن ابنها تعرض للضرب على عينه ومكث ساعتين من الوقت ينزف دون أن يسعفه احد يتجرع الألم بعيدا عن حضن والدته إلى أن أسعف لاحقا لإحدى المستشفيات الحكومية.
وقالت الأم المجروحة بان الأطباء الذين اشرفوا على علاجه أكدوا تلف شبكية العين بسبب التأخر في عملية الإسعاف.. وفي تلك الأثناء تبعثرت كلامات الأم في وصف المشهد وما تشعر به من حزن عميق على مستقبل ابنها.
وراحت أم ماجد تروي تفاصيل المأساة التي دخلت فيها أسرتها فمن جهة خسر ابنها بصره ومن جهة ثانية تقاعس وزارة التربية ممثلة بإدارة مدرسة ابنها في إنقاذ ماجد محملة وزير التربية مسؤولية ما جرى والعواقب التي ترتبت على ابنها ومستقبله.
لم تتوقف أم ماجد عن سرد ما جرى فتارة تختلط كلماتها بتنهيداتها ودموعها ولوعتها وتقول "ما ذنب ماجد" وهل يسكت وزير التربية والتعليم وغيره من كبار موظفي الوزارة لو كان ماجد ابن مسؤول في الدولة هل يترك هكذا.. وتجيب في ذات اللحظة طبعا لا .
أم ماجد أطلقت صرخة مدوية مستنجدة بجلالة الملك وهو الأب الحنون نصير الفقراء والمظلومين وكذلك جلالة الملكة رانيا العبد الله كونها أم وتشعر بما تشعر به الأم حين يتأذى ابنها بان يتولوا علاج طفلها ماجد بعد أن أدارت وزارة التربية والتعليم ظهرها لطفلها ماجد.
وننوه هنا إلى إن " الحقيقة الدولية " تابعت قضية الطفل ماجد البشتاوي منذ اليوم الأول ونقلت القضية إلى أمين عام وزارة التربية والتعليم الدكتور احمد العياصرة والذي وعد لفتح تحقيق لمعرفة ما جرى والأسباب التي حالت دون إنقاذ الطفل .
ولم تكتف "الحقيقة الدولية" بما تحدث عنه الدكتور العياصرة بل تابعت القضية مع وزير التربية والتعليم خالد الكركي بيد انه اعتذر بسبب انشغاله بجلسة لمجلس الوزراء طالبا متابعة القضية مع الأمناء العامين للوزارة والذين هم الآخرين مشغولين باجتماعات.
وتمر الأيام سريعا فيما بقى ماجد ينتظر إجراء رسميا من شانه أن يزرع بصيص أمل في إجراء عملية جراحية له تبعد عنه شبح الظلام إلا أن شيئا لم يحدث من هذا القبيل.
وفي تلك الأثناء دخلت أسرة ماجد وكذلك "الحقيقة الدولية" في دوامة من التصريحات المتناقضة لوزارة التربية والتعليم ففي الوقت الذي أكد فيه أمين عام وزارة التربية الدكتور احمد العياصرة بان الوزارة لن تتخلى عن الطفل ماجد طالعنا الناطق الإعلامي باسم الوزارة أيمن بركات بتصريح يؤكد فيه بان جد الطفل تنازل عن القضية وان هناك تحقيقا في الأمر بيد انه لم يصدر تصريح واضح بالتكفل في العلاج وإلا لما اخرج ماجد من المستشفى دون علاج كاف.
وبالعودة إلى الصرخات المستمرة التي أطلقتها والدة ماجد فقد ذكرت أن المستشفى يطالبها بمبلغ مالي ما يعكس عدم صحة ادعاءات وزارة التربية اهتمامها بالطفل وكذلك تأكيدها بان الجد لم يتنازل عن أية حقوق للطفل وهو ما يبين بان ما تتحدث عنه الوزارة مغاير تماما لما تقوله أسرة ماجد .
وأضافت الأم المسكينة بان حالة طفلها الآن يرثى لها كون ابنها لا يستطيع الحركة يمكث على فرشته دون حراك بطلب من الأطباء كون أية حركة له قد تسبب له نزيف ارتدادي قد يؤثر على حياته.
وبدورنا نتساءل بحرقة وألم هل تخلت وزارة التربية والتعليم عن دورها التربوي الذي يشكل مرتكزا رئيسيا ومفصلا مهما في العملية التعليمية، كما نتساءل أيضا هل لماذا غابت الرحمة والشفقة من قلوب معلمو المدرسة الذين استمروا بالنظر إلى الدماء التي نزفها ماجد وقتا طويلا .
ماجد ابن التسعة أعوام ينتظر الآن الالتحاق بمدرسته والجلوس إلى رفاقه في الصف الثالث الابتدائي بمدرسة زبدة بإربد بيد أن حالته الصحية تتطلب إجراء عملية جراحية في عينه.
ويعلق ماجد آملا كبيرة بان يصل صوته إلى جلالة الملك الذي لم يتوان يوميا عن تقديم المساعدة لأبناء شعبه ويطالب في ذات الوقت بان تتحمل إدارة مدرسته المسؤولية الأدبية والأخلاقية والقانونية لما جرى له.
ويذكرنا ماجد بقضية الطفل محمد الهويمل الذي فقأت عينه قبل عامين وحظيت قضيته آنذاك باهتمام ملكي كبير حيث صدرت عقبها تعليمات مشددة بعدم الضرب في المدارس والتعميم على كافة المدارس الاهتمام بالطلبة كما يجب، وقصة الطفل صالح الوريكات الذي فقد عينه هو الاخر بعد ان تلقى لطمة من مدرسه.
كم منيا سوف يحزن على هذا الطفل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وكم منا سوف يتعرض للضرب من قبل المدرس او الطالب