هذه رسالة من أخٍ حبيب يتمنى لكم الخير والصلاح في الدين والدنيا والآخرة , وإني أتكلم معكم بموضوعية وصدق وصراحة , فالمواضيع الموجزة قد لا توصل المعنى المطلوب , بمعنى أن أناسٌ قد فتح الله عليهم بالفهم السريع وأناس آخرون لا بد أن تشرح لهم ما المقصود من هذا الموضوع , ولذلك لا بد من إطالة الموضوع قليلا ً حتى يتسنا لهم ما المقصود من هذا الموضوع والاستفادة منه وأنا لا أقصد بالإطالة أي بمعنى فلسفة الموضوع ولكن كما ذكرت في بداية هذه الرسالة لا بد من الشرح وما يستفاد من هذا الشرح .
إن الله سبحانه وتعالى قد جعل في الانسان أشياء كثيرة من الأعضاء وهذه الأعضاء منها عبارة عن جوارح وهذه الجوارح إما أن تكون لك أو عليك وهي سلاح ذو حدين ولعل من أخطر هذه الجوارح على الإطلاق هو اللسـان , { ولذلك كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يختلي بنفسه ويمسك لسانه ويقول هذا الذي أوردني الموارد } يعني هذا أوردني في المهالك , لأن هذا اللسـان إما أن ينطق بالحق كما أخبر النبي ( رب كلمة يقولها المرء من رضا الله عز وجل يرفعه الله بها الدرجات )
أو أن هذا اللسـان يتكلم بغير الحق , أو بالباطل ويؤذي ويغتاب فينقلب الأمر على الانسان كما قال الرسول ( رب كلمة يقولها المرء من سخط الله لا يلقي لها بالا ً تهوي به في النار سبعين خريفـًا )
فعندما تمازح أحد الأصدقاء ثم يتلفظ بكلمة كبيرة وخطيرة وهو لا يلقي لها بالا ً يقول في نفسه هذه كلمة عادية وعندما يلومه صديقه من هذا التلفظ يقول له كذبة بيضـاء , أو أنه يقول والله أنا ما أقصد تراها مو من قلبي أنا أحبك وأموت فيك ولا تزعل يا صديقي من هذه الكلمة وما يدريه أن هذه الكلمة عند الله كبيرة وهذه الأشياء يا للأسف منتشرة عندنا حتى في أسرنا وبين شبابنا وبين الناس .
فلما يتلفظ هذا الصديق بكلمة جارحة لأحد أصدقائة ونحن نقول لها بمعنى المحش أي إحراج الصديق واضحاك من حوله وهو لا يعلم الحبيب بمعنى ما يقول وعندما تلومه يقول والله القلب نظيف وأبيض وما أقصد شيء من ذلك , وفي الحقيقة أن النبي حذر من خطورة هذه الجارحة , ومن خطورة هذا اللسـان حتى لو كان القلب نظيفـًا أو طاهرا ً , ولذلك قال معاذ بن جبل رضي الله عنه وهو يسأل النبي لما سمع هذا الكلام قال يارسول الله أومؤاخذون نحن بما نقول ؟ قال النبي ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم .
فإذا أردت أخي الحبيب أن تقول فقل الكلمة الطيبة التي تنفع الناس في حياتهم أو في آخرتهم , أي قل ما ينفع الناس تكسب بها رضا الرب مبتعدين عن الغيبة والنميمة وهتك أعراض الناس سواءا ً كان في جلسة شباب أو في المنزل أو أمام أطفالك لأن الأطفال سوف يتلفظون بما تتلفظ أنت فكن لهم القدوة ولا تكون سببـًا في توتر العلاقات بين أصحابك وزملائك بسبب كلمة أنت لا تلقي لها بال .
وأني أتوجه لكم بالدعاء بأن يجعل الله أيامكم خير وأقوالكم خير وأن يحسن بالخير أعمالكم لأن الخير فيكم إلى يوم القيامة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته