بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المعتقد أن المثلجات من ابتكار الصينيين، وعنهم نقلها الهنود، ثم الفرس، فالعرب، وبهذا عرفنا طريقة مزج الثلج الطبيعي بالفواكه أو الزهور أو العطور. ومن المعروف عن فلاحينا أنهم اعتادوا جمع الثلوج في كهوف جبلية رطبة لا تدخلها أشعة الشمس، فيغطونه بطبقة كثيفة من القش أو التبن، لا تسمح لحرارة الجو بالنفاذ إليه، فيحفظونه بهذه الطريقة الى الصيف، ويمزجونه بالعسل..
وتروى عن أباطرة الرومان أنهم كانوا يبنون مستودعات ضخمة قرب بحيرة «ترازيمين» لإيداع الثلج فيها شتاء في باطن الأرض، فيفصل عن الجو الخارجي بطبقة من التبن، ثم يؤخذ على دفعات من مستودعاته عند حاجة الأباطرة إليه. وفي فرنسا عرفت المثلجات أول مرة بمناسبة عرس هنري الثاني وكاترين دومدسيس، فيقال إن العروس عندما جاءت من إيطاليا كان يرافقها جيش من الطباخين والكيميائيين، إذ كانت هاتان الحرفتان متشابهتين إذ ذاك، فاستطاعوا إحداث «نهضة» شاملة في فن الطهو.
وكان من جملة مستحدثاتهم ـ بالنسبة لفرنسا ـ اختتام الوجبات الملكية بالمثلجات، وكان هناك موظف خاص مهمته إعداد عصير الفواكه ومياه العطور، وإضافة الثلج اليها بالطرق الفنية اللازمة. على أن انطلاقة المثلجات هناك، كانت على يد النبيل الإيطالي «بروكوبو» الذي ترك مدينته «بالرمو» واستوطن فرنسا سنة 1682.
وأنشأ المقهى المشهور المسمى «بروكوب» فقام بدعاية واسعة للمثلجات، كان من أثرها أن أصدر الملك مرسوما أوجب إحداث نقابة لبائعي «الليمونادا» الذين يحق لهم تعاطي مهنة إنتاج وبيع مثلجات الفواكه والعطور، وحدد المرسوم أسماء المثلجات المسموح بصنعها وهي تشمل المشمش والفريز والأناناس والجوز والكستناء والزعفران وغيرها.
وكما يقول موقع العلم انه في أيامنا هذه، فقد باتت للمثلجات مكانة مرموقة بين ما يتناوله الناس صيفا وشتاء، لاسيما بعد أن انتشر استعمال أجهزة التبريد المنزلية، وكافة الأجهزة والابتكارات التي جعلت المثلجات في متناول كل يد.
أما فوائد المثلجات فتختلف باختلاف المواد الأولية الداخلة في تركيبها، وما إذا كانت مصنوعة من الحليب أو الفاكهة أو العصير أو الشوكولاته، ففي هذه الحالة تحتوي المثلجات على نفس الفوائد الغذائية التي تحتوي عليها موادها الأولية.
فالبولو، أو الجيلاتي، أو الكلاس، أو الكريم أكاراميل، التي تصنع من الحليب تحتوى على نسب مهمة من المركبات الغذائية 5,20% مواد سكرية وكربوهيدراتية، 5% مواد بروتينية، 10؟ مواد دهنية، كما تحتوي على الكلس والفيتامين ء و.
ونظرا لخاصيات المثلجات كمتسببة لشيء من التخدير في أغشية الفم، فإن الأطباء يوصون مرضاهم الذين أجريت لهم عمليات جراحية في الفم بتناولها كما يصفونها للأطفال المصابين بالسعال الديكي لأن التجربة أثبتت أن المثلجات تكاد تكون هي الغذاء الوحيد القادر على الاستقرار في المعدة خلال نوبات السعال العنيفة، كما توصف لمن أجريت لهم عملية استئصال اللوزتين، كمغذ ومسكن للآلام، على أن من الضروري التنبيه الى أن المثلجات سريعة التلوث بجراثيم التيفويد والتسمم.
ولذا يجب التأكد من نظافتها التامة قبل تناولها. وإذا أخذت المثلجات باعتدال بعد الطعام، كانت عاملا فعالا في المساعدة على الهضم، شريطة أن تؤخذ ببطء، لا أن تزدرد ازدرادا. لأن مفعولها كمفعول المواد المغلية التي تحرض جدران المعدة على الإفراز والعمل.
أما إذا أخذت المثلجات بسرعة، وبطريقة الازدراد، فإنها تصيب أعصاب المعدة بالكسل، مما يسبب توقف المعدة عن العمل وإصابتها بالتقلص مما ينجم عنه سوء الهضم، وهذا هو السبب فيما يعرف من أن تناول قطع صغيرة من الثلج يحول دون استمرار التقيؤ.
ويجب أن نتحاشى تناول المثلجات قبل الطعام، أو عقب مسير طويل تحت أشعة الشمس لأن ردة الفعل إذ ذاك تكون قوية، وتؤثر على غشاء المعدة وتجعله مهيأة للإصابة بالالتهاب أو التقرح، كما قد تبدو ردة الفعل بالاغماء أو الدوخة بسبب حدوث احتقان شديد في المعدة على حساب الدماغ الذي يصاب عندها بفقر في الدم
منقول واسأل الله القبول