لـذة ترك المعاصي
كثير منا للأسف ذاق لذة المعصية في غفلة أصابت قلبه
وكثير منا قد من الله عليه باستشعار لذة الطاعة والأنس بالله
ولكن هل جربت هذة اللذة؟؟
لذة ترك المعاصي
كلنا نعلم أن عصرنا هذا مليء بالفتن بل أكاد أجزم أن كل دقيقة تمر علينا بها من الفتن ما يختبر به الله عبده المؤمن
فإذا عرضت عليك المعصية والفتن
فاستشعر هذه اللذة
لذة ترك المعاصي
وكأن لسان حالك يصرخ ويقول:
يا ربي أنت تعلم أن لهذه المعصية لذة عاجلة ولكني تركتها لأجلك وحدك،
فلا أحد يراني إلا أنت، ولا يطلع علي أحد إلا أنت
يا رب طهر قلبي،
افتح لي أبواب رحمتك، اغفر لي،
ليس لي إلا أنت،
لقد أتعبتني ذنوبي وأبعدتني عنك
سئمت البعد عنك،
أريد القرب منك، أريدك أنت وحدك،
لا أريد إلا رضاك
فوالله الذي لا إله إلا هو
سيقذف الله في قلبك نورا وطمأنينة
ولذة لا تعادلها لذة أخرى كنت تفكر في الحصول عليها بالمعصية
فاصل
كيف أصــل إليها؟
تذكر:
إن النفس لأمارة بالسوء فإن عصتك في الطاعة فاعصها أنت عن المعصية!!
ولا شيء أولى بأن تمسكه من نفسك ولا شيء أولى بأن تقيّده من لسانك وعينك،
فهما بحاجة إلى لجام شديد لكي تسيطر عليهما
تذكر:
أتعصي الله وترجو رحمته
أفتعصي اللهَ وترجُو جنتَه،
وتذكر أنك إلى اللهِ قادم...
فكما تدين تدان والجزاء من جنس العمل،
ولا يظلمُ ربك أحدا.
تذكر:
كم من شهوة ساعة أورثت ذلا طويلا،
وكم من ذنب حرم قيام الليل سنين،
وكم من نظرة حرمت صاحبها نور البصيرة
فاصل
ويكفي هنا قول وهيب ابن الورد حين سئل:
أيجد لذة الطاعة من يعصي؟
قال: لا.. ولا من همّ.
فأعظم عقوبات المعاصي حرمان لذة الطاعات
وإن غفل عنها المرء لقلة بصيرته وضعف إيمانه أو لفساد قلبه..
قال ابن الجوزي:
قال بعض أحبار بني إسرائيل:
يا رب كم أعصيك ولا تعاقبني؟
فقيل له: كم أعاقبك وأنت لا تدري،
أليس قد حرمتك حلاوة مناجاتي؟
تذكر:
مراقبة الله
إذا همت نفسك بالمعصية فذكرها بالله،
فإن لم ترجع فذكرها بالرجال،
فإن لم ترتدع فذكرها بالفضيحة إذا علم الناس،
فإن لم ترجع
فاعلم أنك في تلك الساعة قد انقلبت إلى حيوان
تذكر :
أقوال السلف في المعاصي
فاصل
قال ابن عباس:
إن للسيئة سواداً في الوجه وظلمة في القلب ووهناً ونقصاً في الرزق وبغضة في قلوب الخلق
وقال الفضيل بن عياض:
بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله وبقدر ما يعظم عندك يصغر عند الله
وقال الإمام أحمد:
سمعت بلال بن سعيد يقول لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى عظم من عصيت
وقال يحيى بن معاذ الرازي:
عجبت من رجل يقول في دعائه اللهم لا تشمت بي الأعداء ثم هو يشمت بنفسه كل عدو، فقيل له كيف ذلك؟ قال يعصي الله ويشمت به في القيامة كل عدو
قال أحد الصالحين:
ركب الله الملائكة من عقل بلا شهوة وركب البهائم من شهوة بلا عقل وركب ابن آدم من كليهما فمن غلب عقله على شهوته فهو خير من الملائكة ومن غلبت شهوته على عقله فهو شر من البهائم.
فاصل
وأخيــــرا:
عليك بالدعاء فهو سبيل الراغبين،
ووسيلة الطالبين،
الشفيع الذي لا يرد،
والسهم الذي لا يطيش..
فمتى فتح لك منه باب فقد أراد الله بك خيرا كثيرا.. فارفع يديك لمولاك واضرع إلى ربك بقلب خاشع وطرف دامع وجبهة ساجدة،
مع قصد وتوجه وتحرق وتشوق
وتعلق بالذي لا يخيب مؤمله ولا يرد سائله
أن يمن عليك بلذة العبادات ويملأ بها قلبك ونفسك وروحك فهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه..
وفي المسند:
كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:
"اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين".
اللهـم آميــــن