مدير تربية الزرقاء الاولى يعد بحل مشكلة المدرسة بداية الفصل الثاني
الفئران تحتل صفوف مدرسة في الزرقاء والطالبات يتلقين دروسهن في الخلاء
لا تجد طالبات مدرسة حي نصار الأساسية بمحافظة الزرقاء، عقب مشاهدتهن في كل مرة فئرانا تتجول في غرفة الصف سوى الساحة الخارجية لمتابعة حصصهن الدراسية.
الطالبات اللواتي يرعبهن تراكض الفئران بالقرب من اقدامهن، يضطررن إلى الصراخ والوقوف على المقاعد الخشبية"المهترئة"، ومن ثم الهروب خارج الغرف الصفية.
بيد أن عدم وجود جدران خارجية للبناء المدرسي المستأجر، الذي يضم 3 غرف قديمة ودورة مياه منفصلة ومهجورة، دفع أولياء أمورهن للمطالبة بإجراء الصيانة اللازمة للبناء المدرسي، فضلا عن التحذير من أن البناء بوضعه الحالي يشكل خطورة على الطالبات.
ويبدي العديد من أولياء الأمور استياءهم من وجود البناء المدرسي خارج الحرم المدرسي واختراق أحد الشوارع الرئيسة جسم المدرسة، حيث يفصل مبنى قديم من ثلاث غرف صفية عن البناء المدرسي الذي يضم الإدارة وغرفة المعلمات ودورات صحية.
ومن الملاحظات التي يبدونها عدم وجود جدار خارجي للمبنى الملحق بالمدرسة، بالإضافة إلى وجود غرفة مهجورة كانت فيما مضى دورة مياه تبعد عن البناء نحو 5 أمتار تحولت إلى مكرهة صحية.
إلا أن مدير التربية والتعليم لمنطقة الزرقاء الأولى المهندس نواف الدغمي أوضح انه قرر منذ الفصل الدراسي الأول وضع جميع الطلبة داخل البناء المدرسي ونقل الجناح الإداري إلى البناء الملحق، كحل مؤقت، إلا أنه ولأسباب فنية تتصل بنقل مختبر الحاسوب تأخر تنفيذ القرار، مؤكدا عزمه تطبيق القرار قبل بداية العام الدراسي الثاني.
ويبين الدغمي، أن المدرسة الأساسية التي ما زالت تعمل بنظام الفترين تضم 200 طالبة في كل فترة، وان المديرية تبحث عن قطعة ارض مجاورة لتوسعة البناء المدرسي كحل جذري.
ويروي أحمد عبد اللطيف، وهو والد إحدى الطالبات،كيف تفاجأ بعودة ابنته إلى المنزل وهي مجهدة وقد لفحت الشمس وجهها قائلا "كان شديد الحمرة،واقرب لوجه المصابين بضربة شمس"، ويضيف ازداد استغرابي عندما أخبرتني أبنتي بأنها وزميلاتها تابعن 3 حصص دراسة في الهواء الطلق تحت أشعة الشمس، لعدم توفر غرف صفية كافية بعد العثور على فئران في البناء الذي تدرس فيه والملحق بالمدرسة.
ويبدي عبد اللطيف، قلقه من كون البناء المستأجر منفصلا وخارج الحرم المدرسي، فضلا عن عدم وجود دورة مياه، لافتا إلى أن الطالبات يضطررن إلى مغادرة الصفوف وقطع الشارع الذي يفصل بين البناء الملحق والمدرسة لاستخدام دورات المياه، الأمر الذي يعرضهن لخطر الدهس أو تعرضهن للتحرش من بعض الشباب الذين اتخذوا من محيط مدارس الطالبات مكانا لهم.
كما يشير عبد اللطيف، إلى أن الغرف الصفية في البناء الملحق غير مناسب من الناحية الصحية، حيث لا تتوفر الإنارة والتهوية الكافيتان.
وتقول سلام منذر، والدة إحدى الطالبات،أن ابنتها شكت غير مرة من وجود فئران وحشرات طائرة داخل الغرفة الصفية، بيد أنه لم يتسن لها لتتأكد إلا عندما عادت ابنتها الشهر الماضي وهي تبكي عقب العثور على فأر ميت في الغرفة الصفية داخل خزانة إحدى المعلمات.
وتضيف سلام، أنها قامت في اليوم التالي بزيارة المدرسة، حيث أخبرتها إحدى المعلمات أن المشكلة حلت عقب قيام البلدية برش السم في المناطق المفتوحة والتي يمكن أن تكون الفئران دخلت منها، إلا أن قلب سلام ما يزال متوجسا على ابنتها كلما ذهبت إلى المدرسة قائلة" هي اقرب مدرسة لمنزلنا ولا خيار لنا الا ببقائها".
وتسأل سلام،من يتحمل عجز وزارة التربية عن التخطيط لتوسعة المدرسة التي بنيت قبل أعوام، بحيث لا تعود هناك حاجة لبناء مستأجر ومتهالك يفصل بينه وبين المدرسة شارع رئيسي؟.
وتصف الطالبة في الصف السادس مجد محمد، مشاعرها حين شاهدت الفأر خلال الحصة الدراسية الثانية وتقول"كنا ندرس حين شاهدنا فأرا داخل الصف فصرخنا وخرجنا مع المعلمة إلى الساحة الخارجية، حيث قام شبان مجاورون بقتل الفأر،وتضيف أن شكواهن من وجود فأر استمرت أسبوعا قبل أن تجد حلا.
أما الطالبة براء موسى فقالت أن فأرا ظهر عندما طلبت إحدى المعلمات تنظيف الخزانة في الغرفة الصفية حيث وجد فأر ميت وآخر تم قتله لاحقا.
وتضيف أن إحدى المعلمات طلبت منا الخروج الى الساحة الخارجية، حيث تلقينا 3 حصص دراسية في الساحة الخارجية.
وقالت إحدى المعلمات التي فضلت عدم ذكر اسمها أنها سمعت بعض الطالبات يشكين من وجود فأر داخل الصف، إلا أنها لم تشاهده إلا عند تنظيف الخزانة. وتؤكد استمرار الدوام المدرسي ذلك اليوم في الساحة الخارجية وفي الوقت الذي فضلت مديرة المدرسة آمال السرطاوي عدم الحديث عن الموضوع، لوجود تعميم بمنع التحدث إلى وسائل الإعلام، وطلبت الاتصال مع مديرية التربية والتعليم للحصول على أي معلومات تخص المدرسة فإن إحدى المعلمات أكدت شكوى الطالبات وأولياء أمورهن بوجود فئران داخل الغرف الصفية.
واوضحت أنها شاهدت فأرا يختبئ في فتحة بجدار الغرفة الصفية. وأضافت انه تمت مخاطبة مديرية التربية والتعليم وبلدية الزرقاء التي قامت في اليوم التالي بإرسال لجنة من قسم مكافحة القوارض والحشرات لوضع السم لتجد الطالبات في اليوم الذي يليه الفأر ميتا، إلا أن المعلمة التي فضلت عدم ذكر اسمها، أوضحت أن المشكلة الأساسية تكمن في وجود البناء المستأجر خارج الحرم المدرسي من دون جدار كذلك وجود دورة مياه مهجورة تحولت إلى مكب للنفايات. وتضيف مع غياب التزام بعض المجاورين بطرح النفايات وغياب عمال النظافة يتكدس محيط المدرسة بالنفايات لأيام عدة ما يتسبب بتخمرها وانبعاث البعوض والحشرات وروائح كريهة منها، فضلا عن تجمع الحيوانات الناقلة للأوبئة والأمراض حولها مثل الكلاب الضالة والفئران، وطالب الجهات المعنية في المحافظة بتدارك المشكلة قبل أن تتفاقم ومعاقبة المتسببين بتلويث المنطقة.
وفي المقابل يقول مدير المنطقة الرابعة في بلدية الزرقاء المهندس عواد العموش أن البلدية تنفذ على الدوام خطة من اجل تحسين خدمات النظافة في المنطقة، مؤكدا ضرورة تعاون الأهالي مع البلدية في سبيل إنجاح هذه الخطة.
ودعا المواطنين إلى التعاون مع البلدية وعدم رمي النفايات وبقايا الطعام والشراب بشكل عشوائي، والالتزام بمواعيد عمل آليات جمع النفايات الضاغطات خلال ساعات محددة، بحيث يتم نقلها بشكل سريع ومن دون ترك أي آثار للنفايات في محيط المنطقة.