السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع طويل لاكن اعذروني لانه موضوع مهم يجب ان نورد كل ماذكر فيه
وهو عن الحجاب كما هو واضح بالعنوان
ولاكن تغيرت الاسماء والمعني واحد
فسمى بالبرقع وبالنقاب وسمي اسماء كثيره
ولاكن لابد ان يعود الاسم الى جذوره ( الحجاب )
لاطيل عليكم بالكلام اترككم مع ماوجدته عن ( الحجاب ) من اقول ايات واحاديث واقول العلماء
منذ بزوغ شمس الإسلام وحتى انحسار الاحتلال الأوربي عن بلاد المسلمين في منتصف القرن الرابع
عشر الهجري، لم ينقل لنا التاريخ أي حادثة تدل من قريب أو بعيد على أن حجاب المرأة قد تسبب لها
في يوم من الأيام بأي مشكلة، سواء على صعيد إنسانيتها ومكانتها في المجتمع، أو فيما يتعلق بأدائها
لأي دور يناط بها في حياتها اليومية.
وإذا كان التراجع الحضاري الذي استكان إليه المسلمون منذ القرون الثلاثة الأخيرة قد منح المناوئين
لهذه الحضارة فرصة التعرض لقيمهم ومقدساتهم بشتى الوسائل، فإن قضية "تحرير" المرأة كانت وما
زالت إحدى أهم مداخل الغزو الثقافي التي يراد من خلالها خلخلة التماسك الاجتماعي للمجتمع
الإسلامي، ونسف قيمه الأثيرة التي تغوص عميقا في وجدان المسلم العادي.
من أجل ذلك، كان جسد المرأة المسلمة- قبل عقلها- هدفا مركزيا لسهام هذا الغزو، وإذا كان الحجاب
هو العائق الأول في طريق الوصول إليها، كان لا بد من اصطناع ثقافة متكاملة تحمل على عاتقها نسف
فرْضية الحجاب وقدسيتها في اللاوعي الإسلامي، بما يتضمنه ذلك من إشاعة الشكوك حول حكمه
الشرعي وعلته وغايته، ثم ربطه الدائم والمستمر بكل الصور المنفرة في سعي دؤوب لتنميط صورته
على أنه الوجه السافر لكل ما هو مقيت ومنفر.
وما أن اكتملت فصول هذه الحملة التي تتخذ من حقوق الإنسان والديمقراطية غطاء لها، حتى اجتمعت
بين أيدينا مجموعة من الدعاوى التي يحاول فيها أصحابها التشكيك في علة فرض الحجاب على المرأة،
ويمكن للمطلع أن يلاحظ أن بعضها يناقض بعضها الآخر، إذ يصعب الجمع بينها في ثقافة واحدة، إلا أن
الهدف من إثارتها وتكرارها قد يكون هو مجرد الاكتفاء بنسف حرمة الجسد وثقافة العفة والشرف،
وهو أمر كفيل بزعزعة بنيان مجتمع بأكمله.
وفي هذه العجالة، سنعرض لأهم ما يتداوله أعداء الحجاب من شبهات حول علة هذا الفرض الذي
أجمع عليه المسلمون، مع مناقشة كل منها بما يسمح به هذا المقام:
أوهام العلمانيين حول علة الحجاب:
1- أن الحجاب فُرض لتمييز الحرائر عن الإماء، ويستدلون بقوله تعالى: "ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يؤْذَيْنَ" (الأحزاب: 59)،
فقد ذهب الكثير من المفسرين إلى أن الحجاب كان خاصا بالحرائر دون الإماء، ومنهم الطبري والرازي والبيضاوي والقرطبي والزمخشري،
وبناء عليه فإن أصحاب هذه الدعوى يفترضون أن الحجاب لم يعد حكما واجبا اليوم، إذ انتهى عهد الرق ولم تعد هناك حاجة للتمييز بين الحرائر والإماء.
في الجهة المقابلة، لا نجد في كتب أي من المفسرين من قال بذلك، بل إنهم لم يستندوا في إيراد هذه
العلة إلا إلى أخبار لم يُجزم بصحتها، ومنها أن عمر بن الخطاب كان يضرب الإماء إذا رآهن متحجبات
قائلا: "اكشفن رؤوسكن ولا تتشبهن بالحرائر". مع أن مقاصد الشريعة تتناقض مع هذا التمييز بين
الحرة والأمة، والذي يقتضي غض الطرف عن الأذى الذي قد تتعرض له الأمة والتساهل معه، في
الوقت الذي تتكاثر فيه الأحاديث على المساواة بين الحر والعبد مما لا يختلف عليه اثنان.
على أي حال، فإن المفسرين الذين سردوا هذه الأخبار في كتبهم من باب التحقيق والأمانة العلمية لم
يجنحوا إلى عدّ التمييز بين الحرة والأمة كعلة وحيدة لفرض الحجاب، فالآيات التي تنص على وجوب
الحجاب تتضمن عللاً أخرى أكثر وضوحاً مما سيأتي بيانه، فلا يصح بذلك الاكتفاء بهذه العلة والاحتجاج
بعدم بقائها في هذا العصر.
بالرغم من ذلك، فإننا إن سلمنا بأن التمييز هو العلة الوحيدة، فإن الأذى (التحرش) الذي تتعرض له
الحرائر السافرات اليوم لا يختلف في شيء عن الذي كان يعرض للإماء من قبل، مما يدفعنا للتفكير في
علة أخرى تكون في صالح المرأة نفسها، سواء كانت حرة أم أمة.
2- أن الحجاب قد فُرض لتربية المرأة والحفاظ على أخلاقها من الانحراف، ويتشدق أصحاب هذا الرأي
دائما بأمثلة لا تحصى عن فتيات محجبات غير أخلاقيات، في مقابل فتيات يتمتعن بالأخلاق العالية دون
أن يضعن الحجاب على رؤوسهن.
وهذا رأي عجيب لا ندري ما المبرر لإلزامنا به، إذ لا يجد الباحث في النصوص أو التراث أي دليل
عليه، ولم نسمع أحدا من الفقهاء قد أصدر حكمه بتغطية أجساد النساء لتتهذب أخلاقهن، بل تنص
الآيات بوضوح على أن العلة الأولى هي حماية المرأة من الأذى، بغض النظر عن أخلاقها التي لا يمكن
تقويمها إلا بالتربية، أما الحجاب فهو إجراء احترازي لحماية الرجل من الفتنة، وحماية المرأة من
مضاعفات هذه الفتنة، وهو فرض على جميع النساء بغض النظر عن أي اعتبار ديني أو أخلاقي أو اجتماعي.
3- أن الحجاب أداة سياسية، ابتكرها الإسلاميون للتلويح بها في وجه خصومهم، ويتبع ذلك إطلاق
مصطلحات عجيبة من قبيل: ثقافة الحجاب، ومؤسسة الحجاب!
ومن الواضح للعيان أن هذه الحجة لا يمضي أصحابها في عرضها إلى أبعد من ذلك، بل لا يملكون من
الأدلة عليها إلا دعوة الناشطين الإسلاميين في عالم السياسة إلى الحجاب، دون أن يلحظوا أن هؤلاء
الناشطين يهتمون أيضا بالدعوة إلى الصلاة والصوم وغيرها من أحكام الإسلام، فضلا عن استماتتهم
في الدفاع عن الأوطان وفضح أطماع الأعداء، ولكن العجيب هو أن أيا من هذه الدعوات لم يحظ بذلك
الاهتمام العلماني الذي حظي به الحجاب.
علاوة على ذلك، فإن أصحاب هذه النظرية لم ينتبهوا إلى أن الحجاب يستند إلى نص قرآني يتداوله
المسلمون منذ أربعة عشر قرنا، فما المبرر إذن لتحميله بعدا سياسيا لا يمتد إلى ما هو أبعد من ثمانين
عاما خلت، حين بدأت الحركات الإسلامية بالتشكل؟.. بل ما هي العلة التي يرون أنها السبب في التزام
ملايين المسلمات في مجتمعات لا تصل إليها أنشطة تلك الحركات الإسلامية؟ أم لعلهم ينسبون إلى
هؤلاء الناشطين قوى خارقة في التلاعب بعقول تلك الملايين؟
دمتم كما تحبون