قبل عدة أشهر، كنت أجلس على مكتبي في المؤسسة التي أعمل فيها، وكان بعض زملاء العمل يقومون بأعمالهم الاعتيادية، من بينهم المدقق اللغوي الذي كان يبدو ممتعضاً بعض الشيء، ثم بدأ بالشكوى من إحدى المواد الصحفية التي أرسلها مراسل من دولة عربية، وكانت تحتوي على الكثير من الأخطاء اللغوية، من بينها أخطاء متكررة ودائمة من قبيل كتابة اسم "علي" بدلاً من حرف الجر "على". أخبرته أن هناك حلا بسيطا موجود في برنامج الوورد (Word) يقوم بتكرير التصحيح على كل كلمة موجودة في الملف. فطلبت منه ضغط مفتاحي (Ctrl) و(H) مع بعضهما البعض، لتفتح له نافذة، ثم يكتب الكلمة الخاطئة المتكررة في المربع الأول، وتصحيحها في المربع الثاني، ثم يضغط على زر (Replace All) فيقوم البرنامج بتصحيح جميع الأخطاء المتكررة دفعة وحداة، وهكذا فعل مع كل الأخطاء المتكررة الأخرى.
لماذا يجب أن أكون خبيراً في الكومبيوتر؟
رغم أن زميلي متخرج من الجامعة قسم اللغة العربية، إلا أنه وفي سوق العمل سيحتاج دائماً إلى المزيد من المهارات والقدرات في التعامل مع الأجهزة والبرامج، لأن الكثير من أعمالنا اليوم يتطلب إنجازها العمل على جهاز كومبيوتر.
كما أن حياتنا اليومية باتت تحتاج إلى خبرات إضافية في الكومبيوتر، على سبيل المثال فإن الصور التي عادة ما نختزل فيها لحظات جميلة أو طريفة أو حتى حزينة من حياتنا، نلتقطها بكاميرا الجوال، قبل أن نقوم بنقلها إلى جهاز الكومبيوتر. خبرة أخرى سنحتاجها في موضوع الصور وهي القدرة على تعديل الصور أو تغيير بعض الألوان التي فيها.
البريد الإلكتروني والتواصل مع الآخرين يدفعنا كثيراً للتعرف على مهارات وبرامج وأسرار جديدة في الكومبيوتر، كأن نتعلم مثلاً كيفية التأكد من سلامة الرسالة من الفيروسات قبل أن نفتحها، أو نعرف من أي جهاز كومبيوتر صدرت، أو من أي مدينة أرسلت، أو كيفية ربط بريد الإنترنت ببرنامج الأوت لوك، وغيرها.
كذلك فإن العمل الذي نقوم به سيصبح أكثر سهولة وربما أكثر متعة أيضاً، بحال تعلمنا كيف ننجزه بأسرع وقت ممكن، من خلال برامج موجودة بالفعل في الكومبيوتر، أو يمكن تحميلها عبر الإنترنت، أو حتى خدمات أخرى موجودة في البرامج التي نستخدمها، دون أن نعرف أنها ستوفر علينا وقتاً طويلاً من العمل المضني.
كيف أصبح خبيراً:
لكي تصبح خبيراً في الكومبيوتر، فإنت تحتاج إلى عدة أمور، منها:
1- التجربة: حاول كثيراً أن تجرّب الأزرار الموجودة في البرنامج الذي تعمل عليه، أو البرامج الموجودة في الجهاز والتي لم تستخدمها في السابق، جرّب أن تفتح ملفاً جديداً، وتقوم بتغيير إعدادات البرنامج وانظر كيف يعمل، أو قم بانشاء ملف فيه وقم بالتعديل عليه وتجربة كل الأزرار، طبعاً بشرط أن لا تجرّب في ملفات العمل، ويفضل أن تقوم بذلك على الكومبيوتر المنزلي، كي يبقى عملك بعيداً عن مغامرات التجارب. جرّب كذلك أن تحمّل برامج من الإنترنت وترى كيف تعمل، قم بكل ذلك دون خوف، فأسوأ ما يمكن أن يحدث في الكومبيوتر أن تضطر لإنهاء البرنامج، أو حتى حذفه نهائياً.
2- شارك في المنتديات: هناك الكثير من الخبرات التي يمكن أن تقدمها للآخرين، أو تستفيد فيها من الآخرين. شارك في منتدى جيد يعلمك كيف تتعامل مع البرامج، وغالباً فإن المشاركين في المنتديات لا يبخلون بالنصيحة والمهارات الشخصية.
3- اقرأ كثيراً: القراءة باب من أبواب العلم، يمكن أن تقرأ ما يكتبه الآخرون، هناك الكثير من الدروس الموجودة هنا وهناك في الإنترنت، اختر برنامجاً معيناً، وحاول قراءة أكبر قدر ممكن من الدروس حوله، وسوف تلاحظ أنك وخلال يوم واحد فقط ستصبح خبيراً في هذا البرنامج، وقد تقدم النصيحة للآخرين.
4- قم بزيارة المكتبات العامة: مئات وآلاف الكتب تصطف على أرفف المكتبات العامة التي توفرها الدولة خدمة للجميع تنتظر زيارة أي شخص لقراءة محتوياتها والاستفادة منها في تطوير مهاراته، ليست فقط التقنية، ولكن في جميع شؤون الحياة. يمكن اللجوء إلى هذه الكتب للحصول على مزيد من الخبرات الخاصة، إذ يوجد في المكتبات مئات الكتب المترجمة الخاصة بالبرامج والتطبيقات ولغات البرمجة وكل ما يخطر أو لا يخطر على بالك من أمور تقنية.
5- اسأل الآخرين: يمكنك سؤال زملاءك في العمل أو أصدقاءك عن بعض البرامج المفيدة في مجال معين، أو كيفية عملها، أو كيفية إنجاز مهمة ما في برنامج معينة بالصورة الأمثل، وسوف يكون ذلك مفتاحاً لتبادل الخبرات التي نحتاجها، والتي يجب أن لا تقف عند حد شخصي. فالكثير من التطور الذي تعيشه بعض الدول قائم على إتاحة المعلومة وتبادلها وعدم حبسها أو إخفائها عن الآخرين، وهو أمر حثنا عليه ديننا الإسلامي في الأصل، وأمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم به.
الأحد سبتمبر 12, 2010 7:17 pm
